الجرح والوحدة

 رينيه أنطون - 13 أيّار 2018


جُرِحت أمس لدى قراءتي خبر زيارة احدى الهيئات "الأرثوذكسية"  للمطران جورج خضر، "لتهنئته بتكريمه"،  وقراءتي للبيان الصادر بعدها.

جرحني أن تُستَغلَّ الزيارة للحديث بنغمةٍ لطالما مَقَتها المطران جورج في الكنيسة، نغمةِ "اللبناني والسوريّ".

جرحني أن تُستغلَّ الزيارة لطرح فكرٍ انقساميّ يناقض الفكرَ  الذي صرخ به المطران جورج عُمرًا وهو فكر وحدة الكنيسة، فكر الأنجيل.

جرحني أن يُستغلَّ شخص المطران بتأرجح الموقف من استقالته للتصويب، بغير حقّ، على المرجعيات الكنسية، وهو الشيخ الكنسيّ الكبير الذي لم  يعرف التأرجح والانتهازية يومًا.

جرحني أن أعاينَ، عطفًا على زيارة  صاحب أرقى الأساليب وأبلغ الأدب، لغةَ  تَخاطُب لم تعتدها كنيستي في غير هذا الزمن الأخير الرديء.

بالله عليكم، أخرجوا كنيستي من بازاركم الانتخابي، ومعها أخرجوا الشيخَ وكبارَها من لَوك ألسنتكم.

أخرجوها ليس خوفًا من أن يَخدش وحدتها صوتٌ أو أن يَجرح كرامة رجالها قولٌ. فوحدتها ليست ملكي وملككم، هي ملك من يأتي من الربّ الى العالم.

أخرجوها، فقط، صونـًا لبنوّتكم. فهذه كنيسة لن تُستساغ فيها يومًا، ولن تَفعل، لغةُ الطائفة.

 

المشاركات الشائعة