لا تحزنوا على أنطاكية

 رينيه أنطون - 11 شباط 2023


لا تحزنوا على انطاكية!

فصرخة انجيلٍ هيَ أن تنحني أبنية المدينة الحجرية وتنشطر صخور كنائسها يومَ تتشلّع هياكلٌ انسانية وتحنو قلوبٌ لحمية وتدمع عيونٌ رسولية.

صرخةٌ هي بأن "حاشا أن تُمحى وطأة أقدام الرسل من ترابي وأن أفتخرَ بغيرِ صليب ربّي. فها أرضي انقلبت لتصير دونَ ما يحجب عن مصلوبٍ من الطبيعةِ المصلوبَ من بشر. صارَت ملاعب حبٍّ واسعة، وساحاتِ حنانٍ وفداء. مساحات تسري فيها عروقٌ من قومِ العلية، تروي العطشَ في مصلوبين جدد بمياه الاردن، تخفّف عن جرحاهم بأنين يسوع، تلفّ أجسادهم بكتّان الرامي، تقيم للجياع بينهم موائدَ سرية، تجمع المشرّدين منهم الى بيت لحم، وتُبهر حزنهم، جميعًا، بضياء القيامة وتزلزل القبور.

أنا انشطرت وانحنيت لأنَّ أحبّاءَ لربّي انكسروا وانحنوا، ليكونوا أبنائي هذه العروق فيغسلون عني غبار التاريخ، ويصيرون، هم، كما اشتهاهم ربّهم، أبنيتي الحيّة، ويصير المصلوبون كنائسي.

أنا انشطرت وانحنيت، يومَ غدرت الطبيعة شعبي وذبحته بخنجر يهوذا، لتبقى لي، بموتي مع موتِ الناس وألمي مع ألمهم وتشرّدي مع تشرّدهم، قيادتي وصدارتي الرسولية.

انا انشطرت وانحنيت أمانةً لهويتي وليكونَ لأبنائي، يومَ القيامة، قيامة".

 

المشاركات الشائعة