المدّ الحركي في الجنوب
رينيه أنطون - 27 حزيران 2024
المد الحركي، تعبيرٌ قد يُظنّ، خطأً، أنه يهدف إلى توسّع الوجه المؤسّساتي لـ حركة الشبيبة الارثوذكسيّة وانتشاره في المدى الأنطاكيّ، في حين أنّ معانيه الصحيحة، والمرجوّة دائمًا، هي مدّ ذلك الكشف للمحبّة الإلهيّة الذي حلّ في نفوس ستة عشر من شباب العام ١٩٤٢، ومن خلالهم، في نفوسٍ كثيرة منعطِفًا بها الى طريق الخلاص، ومُغدِقًا عليها بنعمةِ أن تكون على ذرّة من تلك المحبّة المجانيّة التي تجلّت فداءَ إلهٍ لشعبه على الصليب!
لهذا البُعد البشاريّ، دونَ غيره، أولَت الحركة عبر تاريخها هذه الالتفاتة أهمّية، وانخرطت بما قد ينعطف بشبابٍ وشابات إلى طريق تلك التلّة المتوهّجة بالحبّ والقيامة، ليُبدِعوا حكايا التزامٍ وفداء برجاءِ أن يرتاحَ الروحُ، ويُبدع، فيهم.
هذا الانخراط، الذي بدأه المؤسّسون، وامتدّ روحًا تأسيسيّة في شبيبةٍ لا تنشد غير الربّ إلى الآن، نراه يُزهر، اليوم، واحةَ التزامٍ وحبٍّ جديدة.
فوسطَ أكثر الأزمنة صعوبةً وأزمات وتحدّيات عيشٍ، نعاين مجموعةً من شبابِ وشابات الجنوب اللبنانيّ والبقاع تُسرِع إلى التزام قضيّة الخلاص. شبيبةٌ لا توفّر وقتًا أو جهدًا أو تعَبًا أو سعيًا أو وجهَ تخلٍّ لتلبّي دعوةَ البنوّة لله وكنيسته لأنّها عاينت، أنّ هنا، في هذه البنوّة، يُقيم فرحُ الشباب وسعادته الحقيقيّة.
شأنُ هذه الشبيبة ألا تدع صعوبةً أو أزمةً أو خيبةً من بشرٍ تزعزع سعيها وصلابة التزامها. يُحصّنها، في هذا، اتّكالها على الربّ الذي "يفتح الآفاق" وصار بالموتَ، وهوَ أكبر أزمات الانسان وأكثرها عُمقًا ورسوخًا فيه، عتبَة عبورٍ إلى الحياة. هذا لمن يشاء.
أمّا الجماعة الأكبر، فشأنُها أن تفتحَ كلّ ما فيها لما قد يُغني خدمتها بمواهبَ جديدة، ويقاربَ احتضانُ يديها للشاهدين الجُدد وسعَ احتضان يديّ المصلوب للكون.
-----
* العمل البشاري