خربَشات على أوراقِ الأحفاد
رينيه أنطون - 10 آب 2025
*بعد العودةِ مِن عُطلة برفقتهم.
وطني، اليوم، هوَ حيث هُم، حيثُ يستوطن فرحُهم ويُلَعلِع ضحكُهم وحَسب.
أمّا ما كانَ وطني حتّى الأمس القريب، فصارَ هوَ، ووجوه الأحبّة فيه، هوائي في الوطنِ الجديد. دونَه، موتٌ، ودونَ وطني اليوم، العيونُ غريقة والقلبُ شريد!
أَيُعقَل أن أكونَ في "هُجرةٍ" وأنا في المكان الذي بترابِه جُبِلت، وفيه وُلدت ونمَوْت وشبَبت ورافَقت وصادَقت وعملت وأسكُن، الآن، وأشيخ؟ وأيُعقَل أن أكونَ في "الوطن" وأنا عن هذا المكان ببعيدٍ وبعيد؟
نَعَم. ولما لا؟ لأنّه شأنٌ غريبٌ لا مألوف؟
ألسنا أبناء المفاهيم الغريبة واللامألوفة؟!
ألم يُعقَل لدينا أنّ إلهًا، "لا فناءَ لمُلكِه"، يولَد بينَ الصخور؟ وأنّ المُلكَ سبيله التخلّي؟ وأنَّ الوجودَ، لا بل الخلود، سبيله الاحتجاب؟ وأنّ الصدارة سبيلها البساطة؟!
في أيّ حال، إنّ هذا الذي يجري في روحي، وأُعلنه هُنا، هوَ حُبٌّ مِن حبٍّ قلَب، مرّةً، كلَّ شيء، وأنزلَ الإلهَ إلى الأرض، مِنَ السماء، ودفَعَه إلى فداء الانسان. فهَل يَصعُب أن يُحرّكَ مَنبَعَ الفرحِ في إنسان من مكان إلى مكان؟
وأليسَ بهذا الحبّ "نفعَل ما نشاء"؟!