في الانتخابات البلدية
رينيه أنطون - 29 نيسان 2025
الانتخابات البلديّة ليست محطّة صغائر وصراعات واصطفافات وتصفية حسابات. هي، في مرجوّاتها، مفصل تنمويّ هامّ في حياة المدينة والبلدة والمواطن تمتدّ انعكاساته لسنوات. ولذا فالأهمَّ فيها أمران:
الأوّل، أن يتحلّى الناخِب بسِمَة التمييز المتجرّد التي لا تُقيم شأنًا للصِلات الشخصيّة والاجتماعيّة والمهنيّة والعُصبوية والعشائريّة والطائفيّة والعائليّة، وتوجيهات الزعيم والوزير والنائب والحزب والراشي والمُحسِن ومقدّم الخدمات والنادي والجمعيّة والكشّاف، وإنّما لحاجات المدينة، أو البلدة، وأولويّة ما يلبّيها ويحقّق التطلّعات فيها بما يقتضيه من سِماتٍ وخبرات وأهلية وقِيَم واستقامة وتجرّد ونشاط في المرشّحين.
الثاني، أن تُثمرَ مجلسًا يتشارك التقييم والتطلّعات والتوجّهات إلى حدّ كبير، متجرّد عن الصغائر والصراعات الشخصية والسياسيّة، يُشهَد لأعضائه بمسيرة نجاح وتمايز واستقامة، ومواهب الحضور في الشأنِ المدنيّ العام، ولرئيسه بسِمات القائد المتمتّع بثِقلٍ يخوّله الجمعَ والحسم عند الضرورة، وخبرةٍ في الادارة ووسعِ علاقات يثمّرها في ادارته لشؤون المدينة.
بغيرِ هذين الأمرين، يصعب التأمّل بتغييرٍ وغدٍ واعد.
ربّ قائل أنّه طرحٌ "فاضل" غير واقعيّ؟
ربّما، لكنّه السبيل الذي به نصون مجتمعنا ومدينتنا، أو بلدتنا، وهذا الاستحقاق ممّا قد يتهدّدهم مِن رِخص المقاييس والغايات الذي أمسى هو السائد في البلد.