جرأة وإرث - كوستي بندلي

 رينيه أنطون - 16 نيسان 2025


المرحلة: نهاية السبعينيّات وبداية الثمانينيّات.

المكان: كنيسة مار الياس الميناء.

المناسبة: خدمة جنّاز المسيح

المشهد: الخدمة تُقام في هذه الكنيسة للمرّة الأولى، بعد نقاشات واسعة في الرعيّة. المرتّل ومعاونوه شبابٌ حديثوّ الخبرة في خِدم الأسبوع العظيم، يتعرّضون لصعوبات في ضبط اللحن الكنسيّ لتبريكات القيامة (الخامس)، وحرجٌ يسود.

الحدث: كوستي بندلي، الذي نادَى باصرار بفتحِ الكنيسةِ أمام المؤمنين في كلّ الخِدم كخطوةٍ أولى في توجّهٍ رعائيّ كامل، يترك مكانَه باتّجاه الجوق، ويستأذن المرتّل ويبدأ، بامكاناته الصوتية البسيطة، ترتيلَ تبريكات القيامة وفق اللحن المطلوب. يشعر الجميع، بهذا، باصراره على انجاح هذه الخبرة، المشروع، أيّةً كانت المقتضيات.

لما نشر هذا المشهد اليوم؟ 

لنقلِ ذهولنا حينها، كشبابٍ، من جرأة " الأستاذ كوستي" وهو يرتّل، والتذكير بأنّ هذه "الخبرة" الرعائيّة هي إبنةُ رجاءٍ لكبارٍ سبقوا، وثمرةُ تعبٍ لهم، وإرثٌ منهم، وأنّ مهمَّةَ حِفظ كلّ إرثٍ رعائيّ خادم للإيمان وكنيسةِ المسيح في بهائه وروحيّته وغايته وحيويّته، وتسليمه أكثرَ نموًّا، هي مسؤوليّة جماعيّة وشخصيّة لكلّ منّا، كهنةً وخدّامًا ومرتّلين ومؤمنين، وفيها يتجلّى، دائمًا، وجهُ وفاءٍ لتعبِ الرُسل المتوارَثة ثماره. هذا وإنْ اقتضى الأمر بعضَ تضحيات. 


ملاحظة: للعِلم، التوجّه الرعائي المذكور كانَ يرتكز إلى نموذج الواحات الرعائيّة الصغيرة تفعيلًا للرعاية، وتوطيدًا للعلاقة بين الراعي والرعيّة والتعارف الانسانيّ في الرعيّة، وجذبًا لمزيدٍ من المؤمنين إلى المشاركة في الخِدم.