العام والخاص في الحركة

 رينيه أنطون - ٢٦ شباط ٢٠٢٥


ليسَ في حركة الشبيبة الأرثوذكسية مِن مركزٍ أو فرعٍ أو شأن ٍحركيّ،  في مكان ما، مُغلَقٌ ومُغلَقةٌ شؤونه وقضاياه على حركيّ في مكان آخر. لا بل إنّ دعوةَ الحركة إلى كلّ حركيّ أن يعتقدَ، ويعمل بموجب، أنّه هو الحركة،  و"أنّهّ هو الكنيسة" (المطران جورج). هذا بشرطِ أن يعيَ أن منبعَ حركيّتّه، ومصبَّها، هي المحبّة المولودة من محبّة السيّد على الصليب، والشاخصة إليها في آن. 

فالمراكزُ الحركيّة قائمةٌ، إداريًّا، انطلاقًا من كونها ترجمةً لـ حركة الشبيبة الارثوذكسية الواحدة وتعبيرًا محلّيًا عنها. والانتماءُ إلى هذا الفرع أو المركز هو إنتماءٌ الى هذه الحركة الواحدة وخاضعٌ، بالضرورة، لمتطلّبات هذا الانتماء. والانتماءُ الى الحركة هو انتماءٌ إليها، همًّا واهتمامًا وعنايةً، ليسَ في مكان وإنّما في كلّ مكان، وإنْ انطلقَ الأمر مِن أولويّة محلّة التواجدِ والتعبير . فليسَ من جدرانٍ  أو حدود تفصلُ حركيًّا هنا عن همومٍ حركيّة هناك، أو كنسيّ هنا عن همومٍ كنسيّة هناك.

مِن هذه الرؤية، التي تبرزُ فيها مكانةُ وحدة الحركة في ضمائر المسؤولين والحركيّين، تولَد مكانة الأمين العام لدينا وفي ضمائرنا، كما مكانة رؤساء المراكز على الصعيد المحلّي، ليتجلّى بحضورِ الأمين العام بيننا حضورُ الجماعة الحركيّة الواحدة فينا، وبتقديرنا لتوجيهاته وآرائه مكانةُ ارادتها فينا.

ولأنّ المؤسّسين شاؤوا الحركيّين على هذا الفَهم، أناطوا ما أناطوا من صلاحيّات برؤساء المراكز وبه.

قد يصعُبُ على كلّ الناس فهمَ هذه الأطروحةِ الجدليّة أو قبولها، عدا هؤلاء الذين أُخِذوا حقًّا بالانجيل. إذ أنّ ركيزتها هو الاقرار بالنقصان والحاجة الى الكمال بالمسيح عبرَ الكلّ، واحتجابُ الأنا ليبرز هذا الكلّ، "وأن ننقص نحن ليزيدَ هوَ".