اللقاح


رينيه أنطون - 16 شباط 2021 

 أمس، لفتني نقاش بين إخوةٍ من حركة الشبيبة الأرثوذكسية، بمشاركة راعٍ خادمٍ ومُحبّ، حول موضوع اللقاح ضدّ فيروس #كورونا_Covid19.

طبعًا لم يختصّ هذا النقاش بأوهام "المؤامرة" وما يليها...وإنّما بتساؤلاتٍ جدّيةٍ، موضوعيةٍ ومشروعة، حول ما قد يُفرزه اللقاح، صحيًّا، في الانسان بعد فترةٍ مِن الزمن، خاصّة "وانه لم يُعطَ الوقت الكافي لاختباره على هذا الصعيد حسبَ ما طُرح".

بأيّ حال، لا اعتقد أنَّ أحدًا يملُك من التطمينات ما يُجيب عن هذه التساؤلات بشكلٍ شافٍ. لكنّ، أيضًا، ما من أحدٍ يملُك خيارًا آخر. 

فهذا العام مِن الوباء دلَّ إلى أن أكثر المجتمعات تقدّمًا، وأكثرها تخلّفًا وفقرًا، تساويا في عدم التزامِ مواطنيها بالوقاية الكافية، وهزالة نُظمها الصحيّة، والانهيارات الاقتصادية الناتجة عن اقفالها، وسفكِ الوباء وعبثِه بشعبها. أضِف تنامي الفقر فيها بشكلٍ هائل، ومعه حاجات المهَمَّشين، والاخطار على المرضى، غير المُصابين، لتعذّر وخطورة الاستشفاء في المستشفيات زمن الوباء. ولربّما دلَّ أيضًا الى أنَّ وقايتك دونَ وقاية غيرك قد لا  تنفع. 

إنه حائط مسدود يضعنا أمام خيارين: إمّا المزيد من تنامي هذا كلّه، وإمّا التسليم بما أنجزه العلم لهدمه أو لصنع كوّة فيه، مهما كان كمال نجاحه أو نسبته.

فالتردّد لا يحرّك شيئًا. أقلّه، عبر تلقّحه، يكون كلّ منا قد بادرَ إلى صونِ عائلته وأحبّته وأصدقائه ومجتمعه، واحاطتهم بما قد يحميهم مِن مآسي الوباء والامراض والجوع والموت، ومّما قد يجرحهم بموته هوَ، مستندًا إلى صدقية الجسم الطبّي الذي بادرَ أولاً، وفي كلّ العالم، الى ما سيبادر هوَ إليه، ومتكّلاً على قوّة الربّ وتلطّفه.