عامل التنظيفات

رينيه أنطون 3 أيلول 2020

مشهد يسكن الذاكرة منذ عقود...

عاملُ التنظيفات يجرّ عربته، يتوقف أمام أحد المنازل الأرضية يوميًا،  يرتاح على "عتبة" المدخل،

يسمع كلّ مَن في المنزل "حرتَقته"، تُسارع السيدة الى "لفّ" أو سكب ما احتسَبَت له، مسبقًا، من طعام، 

تُقطِّع البرتقالة الباردة كما اعتادَ هوَ وأحبّ، تفتح الباب وتقدّمهم له. 

يأكل العامل ويرتوي، ويُفرغ وعاء نفايات المنزل في عربته، ويُكمِل جرّها في مساره.

كنت أظنّ حتى الأمس القريب أنَّ في عطاء السيدّة وفِعل محبتها شبه اليوميّ ما يُقدَّر وتُشكَر عليه، الى أن صحّح لي معلّم المفاهيم. وهي أن العاملَ هو مَن يُشكَر ويُقَدَّر، وليسَ سواه.

فسماحُه للسيدة بهذا الفعل هو ما قد يكون أسكنها حيث تسكن اليوم، على الرجاء.