في كلمة للأمين العام

رينيه أنطون - 21 آب 2025

نشرت مجلّة النور في افتتاحيّة العدد الأخير منها كلمةً، غنيّةَ المضمون، للأمين العام للحركة الأخ إيلي كبّة، كانَ قد ألقاها في احتفالِ مركز جبل لبنان لمناسبة الذكرى ٨٣ للتأسيس، وتوجّهَ بها خصوصًا إلى الشباب، بأسلوبٍ بليغٍ.

أهمّ ما في الكلمة، برأيي، هوَ، أوّلًا، أنّها تصوغُ، بالبلاغة المذكورة وأسلوبِ "الدعوة"، ماهيّةَ الوعيِ النهضويّ، بآفاقه الشاملة، الذي تنشده حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في الشخص، والذي تعوزُه حياة الحركة، بشدّة، اليوم وسطَ كثرة الانهماكات، والصعوبات الكثيرة والأزمات المصيريّة التي تحوط وتعصُف في البلاد. وهوَ، ثانيًا، أنّها تصدُر عن القياديّ الأوّل في الحركة، ما يجعَل القيادة الحركيّة، محلّية وعامّة، وعلى المستويات جميعها، مدعوّة للتوبة إلى جرأةِ تكسيرِ ما يحجب هذه الآفاق، بشكلٍ فعليّ، عن الشباب، وإنْ أَلبَسناه هوّيةَ الحركة، وإلى إيلاءِ ما يربّي على هذا الوعي الأولوّية.

هذا الوعي ليسَ هوَ بأكثر مِن وعي الشخصِ لمرجوّات الإنجيل الالتزاميّة منه، وإنّما ليسَ على الصعيدين الشخصيّ والحركيّ وحسب بل على الأصعدة الكنسيّة والرعائيّة والشهاديّة المجتمعيّة كذلك. فساحَةُ الحركة هي معبَرُ الحركيّ إلى ما يُنشَد منه من صدقِ التزامٍ لقضيّة الربّ على المستوى الشخصيّ، وحضورٍ فعّالٍ في حياة الكنيسةِ وشجونها، عاملٍ على ما يُفرح المسيح بها، على الصعيد الرعائيّ، وروحٍ شهاديّة ساعيةٍ إلى غرسِ بذور فكر الربّ ورؤى انجيله في العالم، علَّ العالم ينعَم ببعضِ ارادتِه فيه، على الصعيد الشهادي. الحركة هيَ المعبَر، وليسَت الإناء الذي فيه تُحصّر ترجمات هذا الوعي، وهذا ما علينا أن نُدركَه. والترجمات، هذه، لا تُجتَزأ، لأنّ ليسَ من مساومةٍ في المسيحيّة على الآفاق الكونيّة للفداء، ولأنّ كلًّا من أصعدتها، في إيماننا،ـ هو سبيلٌ إلى الآخر ويتكامَل به.

سؤالي، هل من سبيلٍ عمليّ لتلبية دعوة الأمين العام بغيرِ أن نمتلكَ، جميعًا، جرأةَ هذه التوبة ليكون لشبابنا هذا الوعي بتلك الآفاق؟ هل من سبيل آخر لئلّا يَربى شبابُنا على أمرٍ ويُدعى إلى آخر؟