أفتَكُ الحروب
رينيه أنطون - 27 آب 2025
الحقدُ أفتَكُ الحروب، والعُنف اللفظيّ رحِمُ كلّ عنفٍ، ومنه ما يفوق بنتائجهِ أيَّ عنفٍ آخَر مهما كانَ شديدًا.
ما يتظهّر، اليوم، من حقدٍ في لبنان يرمي البلد في هذا الأتون .
الشتائم والاهانات، الاستهزاء بالآخَر وقِيَمِه، التعرّض لرموزه وشهدائِه، تنصيبُه الصورةَ الأبشعَ في القلوب والعدوَّ الأوَّل في النفوس، التصفيق لوقاحة الخارج معه، وتبرير وحشيَة العدوّ إزاءه، هيَ كلّها أسُسٌ مُزَلزِلة للبنان الآتي... هذا إنْ حدثَ وأتى.
هذا لا شأن له بأحقّية الاختلاف السياسي وصلابة الموقف التي يشاؤها كلّ فريق أو مواطن. بل هو إشارةٌ إلى أنّنا ما زلنا وطنًا، للأعداء والمتربّصين به موقعَين، أحدهما خارج الحدود، والآخَر داخلَ النفوس. وهذا لفتٌ إلى أنّ سلاحًا آخَر، أكثرَ تدميرًا، يقتضي حصرَه ليكونَ لنا الوطن المُشتهى، لا ذلك السلاح وحَسب.
بما ينبغي أن نتميّزَ كمؤمنين؟
أقلّه، بألّا نكون موقعًا لمتربّصٍ بالوطن، وبأحدٍ فيه.