الأخوّة في صورة
رينيه أنطون - 18 آب 2025
يومًا، أهدى الله كلًّا منّا سبيلًا إلى حركةِ الشبيبة الأرثوذكسيّة لتُمسِكَ، كأُمٍّ، بيدِه وتسيرَ به، وسطَ الصعابِ، إلى حيث شاءَ الفداءُ للكلّ أن يكون.
في هذه المسيرَة، تكون أنتَ الأضعفَ بين أقوياء. تتعَب فتُبطئ، تتعثّر فتتوقَّف، تشتدُّ فيكَ الأهواء فتحاولُ الالتفافَ مُنشَدًّا إلى الخلف. غيرَ أنّ أيادٍ تراها، كلَّ هذه المرّات، تحوطُكَ متشابكةً لتحضنَكَ وتحملَكَ وتدفعَكَ إلى الأمام، وتصدَّ عنكَ كلَّ عودةٍ إلى الهلاك. فتَجد نفسَكَ، بهذا، ابنًا لرَحِمَين: الأوّل، كوَّنَكَ به حبُّ الخالقِ من دمِ البشرِ، والثاني، كوّنَكَ به فداؤه من دمِ الإلهِ. هذا لئلّا يَخيبَ الله منك ثانيةً.
الأخوَّةُ، في الجماعة، هي هذه الأيادي المشبوكة. هي هذا الرَّحِم، المنسوج من حبٍّ منه وُلد كلُّ حبّ.
فيها، يصيرُ همُّكَ همَّ الكلّ، وفرحُكَ فرحَ الكلّ. وفيها، كلُّ وجهٍ يَضمُّ إلى عينيكَ وجوهَ الكلّ، وفيه تلتقي محبَّةُ الكلّ. وهذا تُعاينُه في ضياءٍ وسلامٍ في الوجوهِ مُنبَعِثٍ مِن ضياءِ وسلامِ وجهِ سيّد الكلّ.
_________
*مِن وحي صورة في عرس إبنة الأب إيليّا متري.