تعليمٌ جديد
رينيه أنطون - 8 تموز 2025
نشرَ الدكتور نقولا أبو مراد، أمس، تسجيلًا لمشهدٍ رائعٍ مؤثِّر عن تأديتِه، بصوتِه الرخيم، للمزمور الخمسين مرنَّمًا برفقةِ المطران جورج خضر. وكانَ ذلكَ في العام ٢٠٢٣ حيث كانَ المطران بعمرِ المئة سنة.
حضَرَني، فورَ انتهائي من مشاهدةِ التسجيل، ما أضافَته هذه التأدية إلى تعليمِ المطران جورج مِن تعليمٍ جديد، قدَّمه إلينا، كعادتِه، بأبلغِ تعبيرٍ وأجملِ إطلالةٍ وصورة.
ويقول أنّ كلّ ما يخصّ يسوع المسيح فينا، إنْ قبلناه، حقيقةً، في أعماقنا، هوَ محرَّرٌ من مشيئةِ الطبيعة وتحكّم أمراضها بنا. لا بل هو يطوّع هذه المشيئة، وكلَّ ما مِنَ الأرضِ فينا، لخدمةِ ما مِنَ السماء.
فكَكلّ متقدّم كبيرٍ في العمر، قد يكون جورج خضر نسيَ أحداثًا واكبها، أو كلماتٍ نَظَمها، أو تاريخًا صنعَه، أو كتابًا قرأه، أو وجهًا عرفه، أو قريبًا عايشه، أو محطّاتٍ لفَتته. لكنّه لم ينسَ إسمًا عشقَه، وإنجيلًا عاشَه، ولحنًا سحرَه، وآلاف كلماتٍ، في آذان السماء، تمتمَها. لا بل تذكَّرهم كلّهم أكثر.
فكأنّي به يُخبرنا أنّ ما يُنسى إنّما يزيح من حيث هوَ داخلنا ليتمدَّد الله أكثر وأكثر فينا.
وكأنّي به يعلّمنا أنّ بهذا نتدرّب على حلولِ وجهٍ فينا، به وحدَه سنُملأ يومًا، ومِن أجل أن نعبرَ إليه كانَ كلّ ما مرَّ فينا.
وكأنّي به يصرخ أنّ وجهًا، فيه، وحده، نلتقي كلَّ حُبٍّ وجمالٍ عرفناه في ما عشناه، ونُسيَ فينا.
وكأنّي به يكرّر أمامنا، ويكرّر، أنّ الأهمَّ ليست الأعوامَ وكثرتها، بل أن نصيرَ، شيئًا فشيئًا، مِن السماءِ وحَسب، كما يصير هوَ.