أحياءٌ متلألئون

رينيه أنطون - 22 حزيران 2025


أنهيت، الآن، الاستماع  إلى تصريحِ إحدى السيّدات المشاركات في الخدمة الالهيّة، أمس، في دمشق  وقتَ وقوع التفجير الارهابيّ الذي أودى بحياة عشرات من المصلّين في الكنيسة، ومنهم زوجها ومجموعة من عائلتها.

زادني ما سمعت يقينًا بأنّ ما حصلَ أمس، رغم حجم ما نتج عنه، هزّأ الجريمة وأهدافَها. كانَ، في حقيقته، تجلّيًا لجرأة أهل السماء في الأرض، واستحضارًا حيًّا لحدث فداءِ الربّ لنا إلى اللحظة هذه، إلى عيوننا نحن، علّ تتجدّد توبتنا إليه ونتجدّد بها، ويمض في رؤيتنا للحياة ما يُبيد الضعفَ فينا مِن وهجَ الانتصار على الموت ووميضِ الخلاص. 

تساءلت، عقب ما سمعت، أحقًّا، شهداء الايمان وشهوده هُم فقط المؤمنون الذين قضوا، أم أحبّتهم، أيضًا، الذين شهدوا لدمائهم بنزف الأجساد والقلوب، ونقلوا لنا جرأة فدائهم بنبرةٍ مفتخرةٍ بصليب ربّنا، شاهدةٍ، وجرأةٍ لا تقلّ عن جرأة الفادين.

أمّا الشهداء أمس، لمن يُخطئ، فليسوا بضحايا وأجسادٍ متناثرة. هذه التي تُرى هي ما كان للأرض فيهم. هُم، الآن، الأقمار العشرات الذين يسطعون علينا بنورٍ يحرق كلّ يأسٍ فينا، إذ يُخبرونا أنّ دافعهم إلى ملحمة الحبّ قد صحّ، أنّ مكانًا ساحرًا أفضلَ، وقُربى، مِن وجه حبيبنا المسيح، أروع، تنتظرنا.

فبئس المجرمين، لأنّ الشهداءَ أحياءٌ، الآن، متلألئين والمسيح قام.