مع الشهداء

رينيه أنطون - 24 حزيران 2025


مساء اليوم، تنادَينا في كنيسة الميناء إلى أن نلاقي إخوتنا شهداء الإيمان في دمشق بالصلاة. 

استحضَرنا في الفصل الانجيليّ سطورًا من رؤيا 

يوحنّا تُحدّثنا عنهم "وقد غسلوا ثيابَهم وبيّضوها بدم الخروف". سألناهم، تِبعًا لما دعانا إليه بطريركُنا، أن يُصلّوا هُم مِن أجلِنا. وسألنا الرحمة لكلّ من قُتِل ظُلمًا. ابتَهَلنا إلى السيّدة العذراء. سألناها أن تتشفَّع بأهاليهِم وأزواجهم وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم وكلّ مَن يَخُصّهم، ليمدَّ المسيح في نفوسِهم الصبَر، وفي قلوبِهم العزاء. 

ثمّ شكرنا  الله، كثيرًا، على شجاعةِ الأنبياء التي تتجلّى في بطريرك كنيستنا، وأساقفتها وكهنتها وشمامستها ورهبانها وراهباتها وشبابها وشاباتها في سوريا. سألناه أن يمدَّها، وكلّ ما يُسهِم في ترسيخ شهادتنا في هذا الشرق، فينا. وخَتمنا برجاء أن يمسحَ المسيح الحقدَ من النفوس، والدمعَ من العيون وأن يحفَظنا، والكنيسة، وكلّ من يشاركنا المواطَنة في هذه المنطقة مِن كلّ شرّ.

بعدها، خرجت وصديقي الكاهن. سألته عن سببِ تلاوة هذا الفصل من رؤيا يوحنّا في الصلاة. أجابني بأنّ فورَ وصوله إلى الهيكَل، طلبَ "العهدَ الجديد"، ولما فتحَ، لمرّة، الكتاب برزَ أمامه هذا المقطَع الذي يُحدّث عن القدّيسين الشهداء، فأُلهِم إلى تلاوته في الصلاة وشرحِه في العظة. حينها سألتُه أن يكتُبَ ما وعظَ به، ليُنشَر حيث يجب عزاءً للقلوب، تشديدًا للنفوس، وانحناءً لشهادة الشهداء.